الخميس، 7 يوليو 2011

رسالة إلى القلم


تفر الكلمات من قلمي مسرعةً للخروج من حبسها متجهة نحو الأوراق بقوة لتمحو صمتها الأبيض فيخط قلمي جملاً تمزق أوراقي بسكين القيود و المحاذير لتذروها رياح الرفض بعيداً مع سابقاتها .
لكن من يختار الكتابة عليه تجاهل القيود و تناسي المحاذير من غير أن يعبر الحدود الحمراء التي تخفي خلفها هدماً لا بناء فلا يضير تلك الحدود أن نختار التعبير عن آهة أرملة فقدت زوجها بسبب الإرهاب ، دمعة يتيم فقد والده في إحدى حروبنا غير المنتهية ، شكوى شارع خنقه الزحام و تراكمت عليه أكوام من التراب و الحصى و النفايات هنا و هناك ، استجداء روح أحدهم لحلاوة الرزق و العيش التي تقتلها مرارة البطالة و بحث لا ينتهي عن التعيين ، مرض استفحل فينا حتى النخاع فخلق حاجتنا إلى قلم يجعل الدواء الموجود في أعماقنا مرئياً لنا ، عرس أقيم لاجتيازنا مرحلة دفن الطاقات إلى حسن استغلالها و توجيهها أو مناقشة واقع نرفضه و آخر نصبو إلى تحقيقه ... إلخ .
فروتين الخوف الذي يشوب الكلمات و لا يعطي الحرية النزيهة للقلم يزيد الأوراق صمتاً و يجفف الحبر في الأقلام حتى تضمحل الكلمات شيئاً فشيئاً لتموت في النهاية و يخيب الظن بهذا القلم الذي لن تهمنا رسائله و معانيه لاحقاً . و النعي يكون على تلك الأقلام التي اختارت تزييف الحقائق للفت الإنتباه و مراعاة المصالح الفردية ، و تلوين الأوراق بسواد الكذب الذي يهطل عليها ليلاً خالياً من النجوم و القمر ، و تراكم لكلمات لا معنى لها و لا هدف خلفها مما سيدعو القارئ إلى صب غضبه على تلك الأوراق و تمزيقها بلا أسف .
فللقلم قوة خارقة و رسالة خطها من الماضي ليثبت أقدامنا في الحاضر و يهيئنا للمستقبل و لا فائدة من هذا القلم إن لم يحمل هدفاً سامياً في حبره يمرره بصدق على أعين الناس و وعيهم ليعبر عن احتياجاتهم و آلامهم و أفراحهم و يشاركهم حياتهم مشاركة بناءة تقودهم إلى الأمام ، و لتحقيق ذلك علينا كسر حاجز الخوف في دواخلنا و تجاوز امتداد التقليد المبسوط على الأوراق و البحث عن أركان النجاح و إيصالها إلى القارئ و عرض مشكلته أمام المسؤول لحلها دون قيد أو شرط بل يجب إزالة هذه القيود ليس من قِبَلِنا فقط بل من قِبَل من وضعها أيضاً كي نقشع الغمامة عن الترجمة الصحيحة لحرية الرأي و القلم و تطبيقها بجد .

هناك 4 تعليقات:

  1. الأخ العزيز علي ... شكراً لمرورك الأجمل

    ردحذف
  2. القلم ..
    قافلة لم تتوقف منذ بدء التكوين , حملت معها الانسان وحضارة الانسان ,
    قافلة سارت بين البداوة والتمدن , وقبل البداوة والتمدن حيث نوح وسفينته وابراهيم ومنجنيقه ويوسف وسجنه الى حيث انا وانت ..
    القلم ..
    تاريخي وحاضري ومستقبلي , لطيفا طيعا بيد القدر , عنيدا مشاكسا بين اناملي ..
    ...اختي الكريمة ..كلمات رائعة , وفقتي وسلمتي وسلم لنا قلمك خصبا ثريا

    ردحذف
  3. فعلااااااااااا صدقت ِ

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.