الخميس، 14 يوليو 2011

صاحب اللؤلؤة المحظوظ


يقول بعضهم أنها مفقودة و الآخر يقول أنها موجودة ، بعضهم يبحث عنها و وجدها و بعضهم يظن أنه وجدها و لا يطول به الوقت حتى يدرك بأنه لم يجدها بالفعل و البعض الآخر لازال يبحث و يبحث من دون ملل و يأس إذ أن لديه الأمل في إيجاد تلك اللؤلؤة التي تحمل معاني الصداقة الحقيقية فيها .
فللصداقة أسس كثيرة مرتكزها الحب الذي يشمل الوفاء و الولاء للصديق و التضحية و كذلك مشاركة الصديق بأفراحه و أتراحه ، براحته و آلامه ، بصحته و مرضه ، بكل حياته و ما يهمه ، و أن يكون خير عون لصديقه في كل مشاكله و همومه ، يشاركه في حلها بل و يحلها معه فعلاً ، و غيرها من الأسس و المواصفات الواجب توفرها في الصداقة الحقيقية و الصديق المثالي و هذه الأسس لا يجب أن تتوفر في طرف واحد فقط بل يجب أن يُقابَل الصديق بمثل ما قدمه لصديقه كي ترسو دعائم قوية لصداقتهما لا يمكن أن يزعزعها شيء ما في يوم من الأيام و لا يسمح لها بالانهيار و يجعلها صامدة كالجبال لا يمكن أن تدمرها أي مشكلة سواء كانت كبيرة أو صغيرة و هذا هو المعنى الحقيقي للصداقة و الذي لا يمكن أن يُعبَر عن الصداقة بغيره و هو المعنى الذي يبحث عنه المرء بين أقرانه باحثاً عن صديق يحمل هذه المواصفات و المعاني بداخله ، و هذا لا يعني أن الصداقة تكون بين طرفين فقط بل يمكن أن تكون بين عدة أطراف يكونون بمجموعهم شخصاً واحداً صلباً ، قوياً ، ناجحاً و يعيشون حياة تكاتف و مشاركة في كل الأمور الصعبة و السهلة و يكونون كالجسد الواحد لا يشكو فيه عضو من الألم حتى تألم له العضو الآخر .
و لكننا عند سؤالنا من يبحثون عن الصداقة هل وجدوا هذه اللؤلؤة أم لا ؟
فبعض يجيب ((أنه يعيش صداقة حقيقية مع صديقه الحقيقي و أنه ممتن لذلك الصديق و يتمنى أن تدوم صداقتهما إلى الأبد و يضيف بأن وجود مثل هذا الصديق في حياته يشعره بالأمان دائماً و لا يسمح للشعور بالفراغ و الوحدة أن يقتحما حياته الهانئة)) و يالحظ هذا الشخص الذي حصل على أثمن لؤلؤة في العالم .
و منهم من يجيب بأنه ظن أنه وجد الصداقة فجأة و فقدها بالتدريج و عند الطلب بتوضيح كلامه يقول : ((عند ذكر كلمة الصداقة تتوارد إلى الذهن مباشرة مجموعة مفاهيم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالصداقة و كلمات تعطي المعنى الحقيقي لها كالتضحية و الولاء للصديق و هذا يتعارض مع مفهوم الصداقة اليوم لدى البعض ، إذ أن الواحد منا اليوم يحمل نفسه لصداقة شخص ما ، فقط لأن مصلحته تتحقق مع ذلك الشخص و بما أن المصالح لها سقف زمني و تتغير و للأشخاص قدرات محدودة لأداء هذه المصالح فإن هذه الصداقة أيضاً سيكون لها سقف زمني و تنتهي و من كنا نظنه صديقاً في يومٍ ما يختفي شيئاً فشيئاً و لا يتبقى بيننا غير تبادل التحايا بشكل رسمي )) .
و نحن نتساءل هل يعود هؤلاء للبحث عن صديق آخر يعوضهم عن من سبقه أم يستسلمون لليأس و يتجرعون مرارة الوحدة على أن يتجرعوا مرارة الخيانة و هل الاستسلام و اليأس كانا حلاً لمشكلة في يوم ما ؟ على العكس تماماً فإن هناك من بحث عن الصديق و وجده فعلاً و لكنه يختلف عن من لم يجد الصديق الحقيقي أنه علمَ أين يبحث و عن ماذا يبحث عند ذاك سيمكننا أن نحظى بالصديق الحقيقي إن شخصنا عنوان الصداقة في تفكيرنا و عرفنا ركائزه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.