الخميس، 21 يوليو 2011

قوة الإرادة عصا النجاح


إنطلقت بنا السيارة متجهة إلى الجامعة ، كنتُ في كلية التربية ـ قسم اللغة العربية فشاهدتُ من نافذة السيارة شيخاً كبيراً نحيلاً خمنتُ أنه في نهاية الستينيات من عمره يرتدي دشداشة رصاصية باهتة و يضع (العرقجين) على رأسه ذو الشعر الخفيف الأبيض و يتكأ على عصاه بكف مجعد صغير و يحني ظهره قليلاً ففكرتُ في نفسي أنني ربما سيطول بي العمر فهل سأحتاج إلى العصا لتعينني على المشي ثم توقفت السيارة أمام باب الجامعة و نزلتُ و إذا بي أتنبه على أنني قد أمسكتُ بيد الكرسي عند محاولتي النزول فتذكرتُ ذلك الرجل و تذكرتُ وقتها أن الطفل الصغير عند تعلمه المشي يتكأ بيده على أي شيء يساعده في النهوض و الإبن يستعين بأبيه في كثير من أمور الحياة و غير ذلك فعرفتُ حينها إن الإنسان غالباً بحاجة إلى ما يعينه للوصول إلى ما يريد .
و هذا شأن تحقيق النجاح فهو يحتاج إلى قوة إرادة و إصرار على تحقيقه حيث أن لكل إنسان طاقة كامنة روحية و جسدية يمكنه استخدامها لتحقيق الأفضل لنفسه و جعل أحلامه و خياله منجزات على أرض الواقع لكن فقط الإنسان المثابر هو من يتجه إلى استثمار هذه الطاقة و تسخير جهده للوصول بنفسه إلى المستوى المطلوب .
و إن أردنا التفكير بما يتمتع به أبناء وطننا العراق من قوة و طاقة لتذكرنا جميع المصاعب التي مر بها بلدنا و تجاوزها أبناؤه بكل التحدي و الإصرار على المضي قدماً و السعي إلى الوصول ببلدنا إلى مصاف الدول المتقدمة و من هنا نفهم أن من يطمح لتحقيق شيء ما يجب أن يسخر طاقته و كل ما يملك من إرادة لتحقيق هذا الشيء و عدم الاكتفاء بالتأمل و التخيل و العيش داخل نسيج من الأحلام و الذي من الممكن أن يمزقه سكين الوقت و مضيه من دون أن نحقق شيئاً و يقضي عليها الواقع الصعب و تحدياته الكثيرة التي سنرى من خلالها تقدم الجميع من حولنا و عدم وصولنا لتحقيق أي مما نصبو إليه .
و استدراك وقوفنا في محلنا في الوقت الراهن خير من الرجوع إلى الوراء و التخلي عن الشعور بحلاوة طعم الإنجازات الرائعة التي نستطيع تحقيقها بل و تجاوزها للوصول إلى الأفضل و هذا يعتمد كلياً على الشعور العالي لدى الفرد بالمسؤولية تجاه بلده و أبناء بلده حيث أننا و قبل أن نلوم حكومتنا أو الشخصيات السياسية الموجودة على الساحة الآن أو حتى الدول المجاورة علينا أن نحاول نحن أن نصلح من أنفسنا لأن ذلك سيسهل المهمة على حكومتنا و يتجه بها للتفرغ إلى توفير الخدمات و النهوض بواقع البنى التحتية المتدني بدلاً من متابعة قضايا الرشوة و الفساد الإداري و المالي التي تعم أغلب الدوائر إن لم يكن أجمعها و محاولتها السيطرة على البعض من أبناء شعبنا الذين لم يفهموا معنى الحرية و الديمقراطية الصحيح و غيرها من السلبيات الأخرى التي يعاني منها بلدنا في الوقت الحاضر .
فإن وصل كل فرد فينا إلى الدرجة التي يسمو بها على غيره من أفراد الشعوب المتقدمة لا بل و تعدى وجه المقارنة بينهما فهذا إنجاز بحد ذاته و بداية جيدة ننطلق منها لتحقيق المزيد من التقدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.