نورس الشباني
سمعتُ أحد الزملاء يقول "مسكينات النساء
، يحتجن إلى من يطالب بحقوقهن أما الرجال فلا يحتاجون ذلك" و كنتُ حينها
أنظر إلى المنظمات التي تطالب بحقوق المرأة و هي تنتشر في العراق و كأن لا شيء فيه
يستحق أن يكون اختصاصاَ للعمل عليه من قبل منظمات المجتمع المدني غير المرأة .
و كان الغضب في داخلي يكبر يوماً بعد يوم مع
ازدياد أعداد تلك المنظمات ، لأن ذلك دليل على أن النساء في بلدنا لم يحصلن على
حقوقهن و أنهن وصلن لحالة من الضعف تجعل الآخرين ينوبون عنهن من أجل الحصول عليها
، و يعني هذا وجود انتهاك لحقوق المرأة و مخالفتها لأسباب عميقة تحتاج إلى حلول
أعمق و صبر من أجل حصاد النتائج لاحقاً .
و لو فكرنا بأن حقوق الإنسان وجدت مع خلقه
فهذا يعني أن أهم شيئين ذكرتهما جميع الكتب السماوية هما : أن الله واحد و هو
الخالق لكل شيء و الثاني أنه خلق الإنسان و شرفه على بقية الكائنات الحية و قضى
عليه بعبادته ، و إذا كان الله وهب الإنسان الشرف و الكرامة فهذا يعني أنهما حق له
. و تفاصيل حقوق المرأة بالذات جاءت في الدين الإسلامي بطريقة تضمن للمرأة أن تعيش
بكرامة و حرية و خلصتها من جميع تطبيقات الجاهلية من وأد البنات و الحرمان من
الميراث و غيرها، و لكن لماذا نتحدث عن شيء نعلمه حقاً ؟ لماذا نحتاج إلى تكراره
رغم أنه حقيقة ، علينا الخضوع لها لأنها أحد الأمور التي تحفظ كرامة الإنسان ؟
ربما لأن هناك من يحاول دوماً طمس معالم تلك الحقيقة التي تقول بأن المرأة إنسان
له حقوق و عليه واجبات ، و هذا من أجل بعض تقاليد الجاهلية التي تمسكنا بها عبر
الأجيال على مر الزمان ، و التي نرى بأن تركها عيب رغم أن فعلها ذنب .
تلك العادات و التقاليد تجذرت في مجتمعنا
طويلاً ، فهناك من يمنع ابنته من ارتياد المدرسة و هناك من يمنعها من الحديث و
التعبير عن رأيها و هناك من يجبرها على الزواج بسن مبكرة و الكثير من الأمور التي
جعلت حتى النساء تتراجع عن المطالبة بحقهن الإنساني في الحياة ، و رفضن المواجهة
التي لا تعني الصراع بل الإقناع لكل من حولنا بأننا لسنا نساء فقط بل نحن بشر
أيضاً مثل الرجال خلقنا جميعاً على هذه الأرض لنتعايش معاً بحرية و كرامة و نؤدي
واجبنا تجاه الخالق و تجاه بعضنا البعض دون أن نتعدى على حقوق أحد منا .
التظاهرات التي قامت بها النساء في نيويورك (المدينة
التي تقع في أحد البلدان المطالبة بتطبيق حقوق الإنسان في العالم) ، هي التي تسببت
في تسجيل الثامن من مارس يوماَ عالمياَ للمرأة لتسجله منظمة الأمم المتحدة عام
1977 ، و النساء في بلدنا العراق بحاجة إلى ثورة مع أنفسهن أولاَ ثم مع كل من
انتهك و خالف حقوقهن ثانياَ ، للمحافظة على معايير الإنسانية بين البشر و مراعاة تطبيقها
دائماَ لأن كل فرد فينا في النهاية هو إنسان .
لتفصايل أخرى عن يوم المرأة العالمي أنقر هنا
لتفصايل أخرى عن يوم المرأة العالمي أنقر هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.