ينشر أحدنا على مواقع التواصل الاجتماعي صورة
رئيس أحد البلدان الغربية أو سياسياً معروفاً فيها ، و هو يقوم بعمل خيري مع أبناء
بلده ، ثم تنهال التعليقات التي تبجل عمله و تهين عمل السياسيين في العراق ، و الغريب في الأمر
أنه يرمى ساستنا العراقيين بتهمة الترويج لدعم أحزابهم عند عملهم الخير لمدينتهم .
و إن يكن ، ليقم بذلك من أجل الترويج لحزبه مادمنا
المستفيدون في النهاية ، ألا يفعل ذلك كل الساسة و القادة في بلدانهم ؟! و يقطعون
الوعود و يضعون البرامج الانتخابية التي ترسم نهج الأحزاب التي يمثلونها؟
هنالك فرق صغير بين ساستهم و ساستنا ، هو أن البرامج الانتخابية
لساستهم برامج حقيقية و واقعية قابلة للتحقيق و فيها خطة زمنية تسقط السياسي من
أعين ناخبيه إن لم يلتزم بتحقيقها ، أما ساستنا فليست لديهم هذه البرامج من الأساس
كي لا يتركوا للشعب مجالاً لمسائلتهم في حال عدم تحقيق مصلحة الشعب العراقي.
و بذلك يعطي السياسي العراقي على منبر الانتخابات وعوداً
تلو الأخرى لاستمالة عاطفة الناخب الذي يرى فيه المنقذ له من الفقر و الحرمان و
الذل ، و عندما يأتي يوم تحقيق تلك الوعود بعد فوز ذلك السياسي ، ينسى أنه قطعها
على نفسه ، بل و كأنه لم ينطق بها من قبل ، أو يعطي عذراً بأن هناك أجندات أخرى
تتعارض معه كي تتسبب في تسقيطه و ربما يكون في ذلك شيء من الصحة ، و بالتالي لن
يتبادر لذهن من انتخبه أو سمع خطبته الرنانة حول الانتخابات غير كلمة
"كاذب" .
و لذلك أصبح ذوي الغيرة على البلد و من يعملون لسنوات
طويلة من أجل أبناء الشعب العراقي من خلال منظماتهم و مؤسساتهم ، يحاولون أن
يبعدوا تهمة ترشيحهم للانتخابات المحلية أو البرلمانية العراقية ، لما ستلحقهم من
سمعة تسببَ بها من تصدى لتلك المسؤوليات و أخفق في تحقيق ما رجاه الشعب منهم ، نعم
أصبح الترشيح للانتخابات تهمة لأي شخص سواء أراد الصالح لأبناء بلده أو لأفراد
عائلته فقط كما هو الغالب .
و لكن ألا يقوم بالأعمال الخيرية زوجات رؤساء و سياسيو
دول أخرى ؟! و إن لم يفعلوا شيئاً يفيد البلد فلماذا انتخابهم من الأساس ؟ هل نبحث
عن شخص لم يحقق أي منفعة لمن حوله ؟ هل نبحث عن إبن عشيرة يسعى للفوز بالانتخابات
لخدمة أبناء عشيرته فقط (هذا إن تذكر أنهم تسببوا بفوزه) ؟ أليس علينا أن نبحث عن
أشخاص عملوا سابقاً من أجلنا لا من أجل مصالحهم الخاصة ؟ عملوا و سيستمرون بعملهم
لأجلنا لأن هذا ما تعودوا عليه و تلك هي رسالتهم .
هناك صديقة لي من محافظة بابل نشرت على صفحتها الشخصية
أنها لا تنوي الترشيح في الانتخابات البرلمانية كما يُقال عنها ، رغم أنها تساعد
الناس في مدينتها من خلال منظمتها منذ عام 2005 ، و أقول لها إن لم تكوني أنت في
خدمة أبناء بلدك تحت قبة البرلمان ، فمن تصلح أن تكون غيرك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.