السبت، 14 ديسمبر 2013

أصبحت تهمة

منقولة من موقع مرافئ
نورس الشباني

ينشر أحدنا على مواقع التواصل الاجتماعي صورة رئيس أحد البلدان الغربية أو سياسياً معروفاً فيها ، و هو يقوم بعمل خيري مع أبناء بلده ، ثم تنهال التعليقات التي تبجل عمله و تهين عمل السياسيين في العراق ، و الغريب في الأمر أنه يرمى ساستنا العراقيين بتهمة الترويج لدعم أحزابهم عند عملهم الخير لمدينتهم .
و إن يكن ، ليقم بذلك من أجل الترويج لحزبه مادمنا المستفيدون في النهاية ، ألا يفعل ذلك كل الساسة و القادة في بلدانهم ؟! و يقطعون الوعود و يضعون البرامج الانتخابية التي ترسم نهج الأحزاب التي يمثلونها؟

هنالك فرق صغير بين ساستهم و ساستنا ، هو أن البرامج الانتخابية لساستهم برامج حقيقية و واقعية قابلة للتحقيق و فيها خطة زمنية تسقط السياسي من أعين ناخبيه إن لم يلتزم بتحقيقها ، أما ساستنا فليست لديهم هذه البرامج من الأساس كي لا يتركوا للشعب مجالاً لمسائلتهم في حال عدم تحقيق مصلحة الشعب العراقي.
و بذلك يعطي السياسي العراقي على منبر الانتخابات وعوداً تلو الأخرى لاستمالة عاطفة الناخب الذي يرى فيه المنقذ له من الفقر و الحرمان و الذل ، و عندما يأتي يوم تحقيق تلك الوعود بعد فوز ذلك السياسي ، ينسى أنه قطعها على نفسه ، بل و كأنه لم ينطق بها من قبل ، أو يعطي عذراً بأن هناك أجندات أخرى تتعارض معه كي تتسبب في تسقيطه و ربما يكون في ذلك شيء من الصحة ، و بالتالي لن يتبادر لذهن من انتخبه أو سمع خطبته الرنانة حول الانتخابات غير كلمة "كاذب" .
و لذلك أصبح ذوي الغيرة على البلد و من يعملون لسنوات طويلة من أجل أبناء الشعب العراقي من خلال منظماتهم و مؤسساتهم ، يحاولون أن يبعدوا تهمة ترشيحهم للانتخابات المحلية أو البرلمانية العراقية ، لما ستلحقهم من سمعة تسببَ بها من تصدى لتلك المسؤوليات و أخفق في تحقيق ما رجاه الشعب منهم ، نعم أصبح الترشيح للانتخابات تهمة لأي شخص سواء أراد الصالح لأبناء بلده أو لأفراد عائلته فقط كما هو الغالب .
و لكن ألا يقوم بالأعمال الخيرية زوجات رؤساء و سياسيو دول أخرى ؟! و إن لم يفعلوا شيئاً يفيد البلد فلماذا انتخابهم من الأساس ؟ هل نبحث عن شخص لم يحقق أي منفعة لمن حوله ؟ هل نبحث عن إبن عشيرة يسعى للفوز بالانتخابات لخدمة أبناء عشيرته فقط (هذا إن تذكر أنهم تسببوا بفوزه) ؟ أليس علينا أن نبحث عن أشخاص عملوا سابقاً من أجلنا لا من أجل مصالحهم الخاصة ؟ عملوا و سيستمرون بعملهم لأجلنا لأن هذا ما تعودوا عليه و تلك هي رسالتهم .
هناك صديقة لي من محافظة بابل نشرت على صفحتها الشخصية أنها لا تنوي الترشيح في الانتخابات البرلمانية كما يُقال عنها ، رغم أنها تساعد الناس في مدينتها من خلال منظمتها منذ عام 2005 ، و أقول لها إن لم تكوني أنت في خدمة أبناء بلدك تحت قبة البرلمان ، فمن تصلح أن تكون غيرك ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.