عذراً يا ابنتي ...

نورس الشباني

عذراً يا ابنتي لأنني أمقتُ اليوم الذي ولدتِ فيه ، فقط لأن الناس يكرهون إنجاب الفتيات

عذراً لأنني اغتصبتُ حقكِ في التعليم فأنت لن تعملي كي تحتاجي الشهادة لذلك

عذراً لأنني قيدتُ حريتك و قمعت كل طموحاتك

عذراً لأنني زدتُ على كل ذلك بتزويجك برجل يكمل مسيرة العنف الذي بدأته معك دون أن أدرك ذلك

كنتُ متلهفاً لرؤية أحفادي يتراقصون حولي و يداعبون شيخوختي دون أفكر بما تتلهفين له أنتِ

و لم أتخيل يوماً أنني بعدم إدراكي لكل ذلك قد أنهيتُ كل حياة يمكن أن تدب فيك ، لأستيقظ من غفلتي متأخراً و أراك جسداً يسير على الأرض بلا روح تدب فيه

و أنا الآن أعتذر منك لعل الإعتذار يعيد إليك شيئاً من الحياة التي سلبتها منكِ .

لكن ماذا سيفيد هذا الوالد الاعتذار من ابنته المسكينة ؟ و بماذا قامت الأخيرة على أية حال كي تحارب كل ما وقع بها من ظلم ؟

ليست حقوق النساء في مخبأ تحت الأرض يصعب الوصول إليه ، و إنما موجودة في دستور حياتنا (القرآن الكريم) بصورة واضحة و جلية للعيان ، و في الدستور العراقي و القوانين العراقية التي تحوي الكثير من القوانين تحتاج إلى تعديل بما يضمن حياة خالية من الانتهاكات و المخالفات لحقوق المرأة ، و لكن متى يكون ذلك ؟

الحقوق تؤخذ و لا تعطى  ، و لذلك يجب أن لا تدخر النساء جهداً للحصول على حقوقهن ، ليس من الرجل فقط بل من المرأة أيضاً فالعنف الذي توجهه المرأة ضد المرأة نفسها هو أقسى و أمر من الذي تتعرض إليه من قِبَل الرجل ، مثلما تقوم به أم الزوج مع زوجة ولدها أو ما تقوم به المرأة حين تشعر بالغيرة الهدامة محاولة إيذاء إمرأة أخرى تشك في أنها تريد سلب زوجها منها ، أو حين تشعر بأن هناك إمرأة أخرى تفوقها نجاحاً و الأمثلة كثيرة في العراق الذي أخذ العنف فيه مأخذه من كل فرد يعيش فيه .
كل عام و انت بخير سيدتي في يوم المرأة العالمي ... 
لكن الأصح أن أقول أن المرأة هي الخير لكل عام